الواضح أن فكرة الاختيار تستند إلى أساس واضح هو مسئولية الإنسان عن أعماله التي يحاسب عليها. قال تعالى:
وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ.
وقال:
إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ.
وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ أي أن أبصارهم- لفرط جهلهم وإعراضهم- لا تبصر. قال تعالى:
وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها وقال:
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها.
فتعطيل الحواس عند هؤلاء الكفار، مرده إلى عنادهم وميلهم مع الهوى.
وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ العذاب هو النكال. يقول الزمخشري: الفرق بين العظيم والكبير، أن العظيم نقيض الحقير، والكبير نقيض الصغير. فكان العظيم فوق الكبير. كما أن الحقير دون الصغير. ويستعملان في الجثث والأحداث جميعا. تقول: رجل عظيم وكبير، اريد جثته أو خطره.
لقد استحق هؤلاء العذاب العظيم، لأنهم عطلوا حواسهم عن الإدراك ولم يتدبروا ما في الوجود من آيات ناطقات بوجود الخالق وقدرته. وحينما دعاهم