وهذا القول الذي قاله مجاهد، قول لظاهر ما دل عليه كتاب الله مخالف الخ» (١)
رأي ابن جرير في الأسانيد:
كان غالبا لا يتعقب الأسانيد بتصحيح أو بتضعيف، وإن كان يلتزم في تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها، وهو ذات الاسلوب الذي سار عليه في تاريخه.
ومع هذا فابن جرير يقف من السند أحيانا موقف الناقد البصير، فيعدل من يعدل من رجال الاسناد، ويجرح من يجرح منهم، ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها، ويعطي رأيه المناسب فيها، فمثلا:
عند تفسيره لقول الله تعالى في الآية (٩٤) من سورة الكهف فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا يقول «روي عن عكرمة في ذلك- بشأن ضم السين وفتحها في كلمة «سدّا» ما حدثنا به أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا حجاج عن هارون، عن أيوب، عن عكرمة قال: ما كان من صنعة بني آدم فهو السدّ يعني بفتح السين. وما كان من صنع الله فهو السدّ، ثم يعقب على هذا السند فيقول: وأما ما ذكر عن عكرمة في ذلك، فإن الذي نقل ذلك عن أيوب هارون، وفي نقله نظر، ولا نعرف ذلك عن أيوب من رواية ثقاة أصحابه». (٢)
رأي ابن جرير في القراءات
نرى أن ابن جرير يعنى بذكر القراءات وينزلها على المعاني المختلفة، وغالبا ما يرد القراءات التي لا تعتمد على الأئمة المعتبرين عنده وعند علماء القراءات، وكذلك تلك التي تقوم على أصول مضطربة بما يكون فيها من تغيير وتبديل لكتاب

(١) تفسير ابن جرير ج ١
(٢) تفسير ابن جرير ج ١٦


الصفحة التالية
Icon