احمد شاكر أخيرا بعد أن جرّده من الاسانيد، وكان مطبوعا في أربعة أجز كبار.
تعرّض ابن كثير للأمور التي تتعلق بالقرآن وتفسيره في مقدمة مطوّلة، على جانب عظيم من الأهمية العلمية، أخذ معظمها من كلام أستاذه ابن تيمية.
يمتاز بطريقة خاصة في التفسير، فهو يذكر الآية أولا ثم يفسرها بالعبارة السهلة الموجزة، مع توضيحها بآية أخرى على سبيل المقارنة بينهما إن أمكن ذلك، تبيانا للمعنى وإظهارا للمراد، وهو شديد العناية بهذا الاسلوب الذي يطلق عليه تفسير القرآن بالقرآن. وبعد ذلك يبدأ في سرد الأحاديث النبوية التي تتعلق بالآية، مبيّنا ما يستدل منه على تأكيد المعنى، معقبا شرحه بأقوال الصحابة والتابعين ومن يليهم من علماء السلف.
ولمعرفة ابن كثير بفنون الحديث وأحوال الرجال، كان يرجح الأقوال على بعضها، ويبين درجة الرواية تضعيفا أو تصحيحا، تعديلا لبعض الرواة أو تجريحا.
ولم يفت ابن كثير أن يلفت نظر القارئ الى المنكرات الاسرائيليات في التفسير المأثور، محذرا منها على وجه الاجمال مرّة. وعلى وجه التعيين والبيان مرّة أخرى، فمثلا عند تفسيره لأول سورة «ق» يقول:... «وقد روي عن بعض السلف، أنهم قالوا: ق جبل محيط بجميع الأرض يقال له جبل قاف، وكأن هذا والله وأعلم من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس، لما رأى من جواز لرواية عنهم مما لا يصدق ولا يكذب، وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يلبسون به على الناس أمر دينهم، كما افترى في هذه الأمة مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما بالعهد من قدم، فكيف بأمة بني اسرائيل مع طول المدى وقلة الحفاظ النّقاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتاب الله وآياته؟ وانما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله «وحدثوا عني بني اسرائيل