طريقة البيضاوي في تفسيره
جمع العلّامة في تفسيره بين التأويل والتفسير، على مقتضى قواعد اللغة العربية، وقرر فيه الأدلة على أصول أهل السنة.
وهو كتاب مختصر عن تفسير الكشاف للزمخشري، باستثناء أقوال المعتزلة التي تركها البيضاوي ولم يأخذ بها، وإن كان في بعض الأحيان يقف موقف الزمخشري في التفسير.
فصاحب الكشاف كان يذكر في نهاية كل سورة حديثا يبيّن فضلها وما لقارئها من الثواب والأجر عند الله، وهي أحاديث موضوعة باتفاق أهل الحديث؛ فوقع البيضاويّ فيما وقع فيه الزمخشري، وروى الأحاديث في آخر تفسيره لكل سورة.
موقفه من الآيات الكونية
البيضاوي إذا عرض للآيات الكونية، لا يتركها بدون أن يخوض في مباحث الكون والطبيعة، ولعلها ظاهرة سرت إليه من طريق التفسير الكبير للفخر الرازي، حيث استمدّ منه وأخذ عنه، يقول في تفسير قول الله تعالى... فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١).
موضحا حقيقة الشهاب: «الشهاب ما يرى كأنّ كوكبا انقض»، ثم يرد على من يخالف ذلك فيقول: «وما قيل إنه بخار يصعد إلى الأثير فيشتعل فتخمين إن صح لم يناف ذلك.. » (٢)
موقفه من مذهب أهل السنّة ومذهب المعتزلة
نجد من تفسيره بأنه يقرّر في أغلب الأحيان مذهب أهل السنّة ومذهب

(١) سورة الصافات ١٠
(٢) تفسير البيضاوي ج ٥


الصفحة التالية
Icon