استفتاح الخطبة «الحمد لله الذي خلق القرآن» فيقال إنه قيل له: متى تركته على هذه الهيئة هجره الناس ولا يرغب أحد فيه، فغيّره بقوله «الحمد لله الذي جعل القرآن» وجعل عندهم بمعنى خلق، والبحث في ذلك يطول. ورأيت في كثير من النسخ، «الحمد لله الذي أنزل القرآن» وهذا إصلاح الناس لا إصلاح المصنّف» (١) وللزمخشري مؤلفات كثيرة منها: الفائق في تفسير الحديث، والمفصل في النحو، والمحاجّة في المسائل النحوية، وأساس البلاغة في اللغة، والمفرد والمركب في العربية، وكتابه المشهور في التفسير وهو ما نحن بصدده الآن.
وقصة التعليق على خطبة الكشاف، هل كتب الزمخشري «خلق» مكان «أنزل ثم غيّرها أنكرها بعض العلماء، وردّوها. «قال بعض الطلبة: إنه كان في الأصل كتب (خلق) مكان (أنزل) وأخيرا غيّره المصنّف حذرا عن الشناعة الواضحة.
وهذا قول ساقط جدا، وقد عرضته على أستاذي فأنكره غاية الإنكار، وأشار إلى أن هذا القول بمعزل عن الصواب لوجهين:
أحدهما: أن الزمخشري لم يكن أهلا لأن تفوته اللطائف المذكورة في أنزل وفي نزل في مفتتح كلمة خالية من ذلك.
والثاني: أنه لم يكن يأنف من انتمائه إلى الاعتزال، وإنما كان يفتخر بذلك، وأيضا أتى عقيبه بما هو صريح في المعنى- حيث قال: أنشأه كتابا ساطعا بيانه...
وقد رأيت النسخة التي بخط يده بمدينة السلام، مختبئة في تربة الإمام أبي حنيفة، خالية عن أثر كشط وإصلاح» (٢)
أسلوب الزمخشري في تأليفه للتفسير
لقد أضفى الزمخشري على كتابه نبوغه العلمي والأدبي، ولفت إليه أنظار العلماء وعلّق به قلوب المفسرين، لما امتاز به من الإحاطة بعلوم البلاغة والاعراب
(٢) كشف الظنون ج ٢