إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (١).
يبذل مجهودا كبيرا لاستخلاص وجوب إمامة علي رضي الله عنه من هذه الآية، فنجده أولا يتكلم عن المعاني اللغوية لبعض مفردات الآية فيفسر الولي بقوله «الولي هو الذي يلي النصرة والمعونة، والولي هو الذي يلي تدبير الأمر. يقال:
فلان ولي أمر المرأة إذا كان يملك تدبير نكاحها. وولي الدم من كان إليه المطالبة بالقود والسلطان ولي امر الرعية. ويقال لمن يرشحه للخلافة عليهم بعده ولي عهد المسلمين. قال الكميت يمدح عليا:
ونعم ولي الأمر بعد وليه | ومنتجع التقوى ونعم المؤدب |
ثم فسّر الركوع وذكر الإعراب، ثم ذكر سبب النزول فقال: (... بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول قال رسول الله ﷺ إذ أقبل رجل متعمّم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله ﷺ إلا قال الرجل: قال رسول الله، فقال ابن عباس، سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله ﷺ بهاتين وإلا صمّتا، ورأيته بهاتين وإلا عميتا يقول (عليّ قائد البررة، وقاتل الكفرة، ومنصور من نصره، ومخذول من خذله) أما إني صليت مع رسول الله ﷺ يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يده الى السماء فقال: اللهم إني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي راكعا فآوى بخنصره اليمين إليه- وكان يتختم فيها- فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين رسول الله (صلى) فلما فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال