وغيره، ومرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي احاديث موضوعة باتفاق أهل العلم.
(٦) موقفه من الإسرائيليات
وكثيرا ما يروي الطبرسي في تفسيره الروايات الإسرائيلية، معزوّة إلى قائليها، ونلاحظ عليه أنه يذكرها بدون أن يعقب عليها، اللهم إلا إذا كانت مما يتنافى مع العقيدة، فإنه ينبّه على كذب الرواية، ويبيّن ما فيها من مجافاتها للحق وبعدها عن الصواب. فمثلا عند قول الله تعالى:
وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ، إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ... (١)
نجده يقول: «واختلف في استغفار داود من أي شيء كان، فقيل: إنه حصل منه على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى والخضوع والتذلل بالعبادة والسجود، كما اخبر سبحانه عن إبراهيم بقوله:
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (٢)... قال: إن استغفاره كان لذنب صغير وقع منه، ثم إنهم اختلفوا في ذلك على وجوه:
أحدها: أن أوريا بن حيان خطب امرأة وكان أهلها أرادوا أن يزوجوها منه، فبلغ داود جمالها فخطبها ايضا فزوجوه منها، فقدموه على أوريا، فعوتب داود على الدنيا..
ثانيها: أنه اخرج أوريا إلى بعض ثغوره فقتل فلم يجزع عليه جزعه على
(٢) سورة الشعراء ٨٢