أولها: أن مخاطبة أهل مكة ومخاطبة أهل المدينة هما موضوعان من موضوعات القرآن الكريم. لكن هناك آيات كثيرة ليس فيها خطاب لأي من هذين الفريقين.
فما موقفها بين المكي والمدني من القرآن؟ وما جدوى القول حينذاك بأن القرآن ينقسم الى مكي ومدني؟
ثانيها: أن الضوابط التي ذكرت لتعيين المكي والمدني- وفق هذا الرأي- وهي الخطاب «بيا أيها الناس» لأهل مكة «وبيا أيها الذين آمنوا» لأهل المدينة لا تطرد في القرآن الكريم. فهناك آيات مدنية صدّرت بقوله تعالى: «يأيها الناس»، ففي سورة البقرة، وهي مدنية جاء قوله تعالى:
يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ وكذلك افتتحت سورة النساء- وهي مدنية- بقوله تعالى:
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ومن ناحية أخرى ورد الخطاب بصيغة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا في آيات مكية، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى في سورة الحج:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ثالثها: أن هذا التقسيم إلى مكي ومدني لن يفيدنا شيئا في دراسة تاريخ القرآن الكريم لأنه يستبعد الجانب الزمني، كما أنه لا يعتبر تقسيما موضوعيا لأن خطاب أهل مكة وخطاب أهل المدينة ليسا سوى جانبين من جوانب كثيرة تناولها القرآن الكريم على هذا نستطيع أن نقول إن تقسيم القرآن إلى مكي ومدني يرجع في أصوب الآراء وأشهرها إلى زمان النزول، أي أن المكي هو ما نزل قبل الهجرة، والمدني هو ما نزل بعدها.


الصفحة التالية
Icon