٢ - الواو (١): في مثل قوله تعالى: داوُدُ- وإن تلوا-؟ رؤف؟.
٣ - الياء (٢): في مثل قوله تعالى: فما آتن الله.
٤ - النون: في قوله تعالى: وكذلك نجي المؤمنين.
المبحث الثالث: إثبات الهمزات
أثبتت المصاحف العثمانية الأولى رسم القرآن الكريم بدون همزات، ولا يبعد أن يكون عثمان رضي الله عنه قد ترك إثباتها قصدا نظرا؛ لكثرة الوجوه المروية عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم في نطق الهمزات، وهذا لا يلغي إيراد الاحتمال الشائع أنه لم يكن ثمة قاعدة جاهزة للهمزات.
وقد كانت سلائق العرب الناضجة كفيلة بتحرّي الهمزات، وإثباتها في مظانّها، فالمتواتر كله عربي فصيح، ولكن فشو اللحن في الناس، واشتغال الأعاجم بالإقراء؛ ألجأ إلى ضرورة ضبط الهمزات في القرآن الكريم.
ولا ينسب هذا العمل لرجل بعينه، وليست لدينا بيّنة في تحديد زمان ضبطه، وغاية ما نجزم به أن الهمزات بوضعها الحالي لم تكن في المصحف العثماني، وأقرب الأدلة على ذلك مطالعة نسخ المصاحف القديمة، وقد أثبت لك في آخر الدراسة بعضا منها، وكذلك فإنها لو كانت في المصحف العثماني الأول بوضعها الراهن فإن كثيرا من الوجوه المتواترة لا يمكن إذن أن توافق الرسم العثماني.
وقد فصّلنا القول في بحث أصول القرّاء حول طريقة أداء كل منهم للهمزات عموما، وهم إن اتّفقوا في إثبات الهمزة فإن قاعدتهم لا تتغير، وقد يختلفون في الأداء ويرسمون بشكل واحد، فتكون الهمزة ظاهرة رسما عند الكلّ، وهم يحقّقون، ويغيّرون، ويسهّلون، ويحذفون في الأداء.
ولكن ثمة مواضع لم يتّفقوا فيها أصلا على وجود الهمز، فاختلفوا في إثباته تبعا للمحفوظ

(١) وهي غير واو الصلة التي تأتي عقب هاء الضمير.
(٢) وهي غير ياء الصلة التي تأتي عقب هاء الضمير.


الصفحة التالية
Icon