المبحث الخامس التكبير (١)
١ - التكبير ليس بقرآن:
أجمع الذين ذهبوا إلى إثبات التكبير أنه ليس بقرآن، وإنما هو ذكر ندب إليه الشارع عند ختم بعض سور القرآن، كما ندب إلى التعوذ عند البدء بالقراءة، وللإجماع على أنه ليس بقرآن لم يكتب فى مصحف من المصاحف العثمانية لا فى المكى ولا فى غيره.
٢ - سببه:
ذكر جمهور العلماء من المفسرين والقراء أن الوحى أبطأ وتأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أياما، قيل: إنها اثنا عشر يوما، وقيل: خمسة عشر يوما، وقيل: أربعون يوما، فقال المشركون زورا وكذبا: إن محمدا قد ودعه ربه وقلاه وأبغضه، فجاءه جبريل عليه السّلام من عند الله ردا على مفترياتهم وألقى عليه: وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى إلى آخرها، فلما فرغ جبريل من قراءة هذه السورة، قال النبى صلى الله عليه وسلّم: «الله أكبر» تصديقا لما كان ينتظر من الوحى وشكرا لله على ما والاه من نزول الوحى بعد انقطاعه، وفرحا وسرورا بالنعم التى عددها الله تعالى عليه فى هذه السورة، خصوصا قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى فقد قال أهل البيت: هى أرجى آية فى كتاب الله.
٣ - حكمه:
سنة مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وللسبب السابق ذكره، ولقول البزى قال: قال لى الشافعى: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
٤ - الدليل من السنة:
قال أبو الفتح فارس بن أحمد: إن التكبير سنة مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعن الصحابة والتابعين، وروى عن البزى أنه قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكى، فلما بلغت وَالضُّحى قال لى: كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، فإنى قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت وَالضُّحى قال لى:

(١) البدور الزاهرة فى القراءات العشر المتواترة للشيخ عبد الفتاح القاضى ص ٤١٩ - ٤٢١ بتصرف، ونهاية القول المفيد للشيخ محمد مكى نصر ص ٢٢٣، ٢٢٤ بتصرف.


الصفحة التالية
Icon