قال الله تعالى في سورة المائدة: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ [الآية ٤٨].
إن (الكتاب المقدس - THE رضي الله عنIBLE الواحد- لدى النصارى يشمل توراة موسى وإنجيل عيسى- عليهما السلام-. أو يشمل:
(أ) التوراة وسائر الأسفار المقدسة التي ألحقت بها وأضيفت إليها في الحقبة اليهودية أو الموسوية | أو قبل مجيء المسيح عيسى بن مريم- عليه السلام-. وسميت جميعها بالعهد القديم. |
وواضح من هذه التسمية: العهد القديم والعهد الجديد، أنها من عمل العصور المسيحية؛ تفريقا بين العهد- أو الميثاق- الذي جاء به موسى- عليه السلام-، أو انحدر إليهم من عهده. والعهد أو الميثاق الجديد من عهد عيسى (١).
ولا يتسع المجال هنا لتفصيل القول في أسفار العهد القديم، وفي الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل، والمشكلات التي تثيرها هذه الأسفار والأناجيل، أو التي يثيرها النظر في تاريخ (الكتاب المقدس) على وجه العموم، وتاريخ تكوّن أو تشكّل العقيدة المسيحية- عقيدة التثليث- على وجه الخصوص: لأن هذا كله موضعه الكتب المتخصصة في تاريخ الأديان.
وكل ما قصدنا إليه في هذا السياق: بيان أن الخلط والتحريف قد لحق
(١) راجع: الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام، للأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي رحمه الله ص ١٢ - ١٣، دار نهضة مصر، القاهرة ١٩٧١.