لفظ القرآن:
القرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة، ثم نقل من معناه اللغوي إلى معناه الاصطلاحي الدال على الكلام المعجز المنزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١) وهذا الرأي رجحه بعض العلماء معتمدين في ذلك على قواعد اللغة.
وقال آخرون: القرآن اسم غير مشتق من شيء، وهو اسم خاص بكلام الله، مثل التوراة والإنجيل، وهو اسم غير مهموز، ولم يؤخذ من قرأت ولو أخذ من قرأت لكان كل
ما قرئ قرآنا وروي هذا الرأي عن الشافعي، وقال البيهقي: كان الشافعي يهمز «قرأت» ولا يهمز القرآن ويقول: هو اسم لكتاب الله، قال الواحدي: قول الشافعي يعني أنه اسم علم غير مشتق (٢).
وذهب الأشعري إلى أنه مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه، وسمي القرآن بذلك لأن السور والآيات مجموعة فيه، وقال أبو عبيد: سمي القرآن قرآنا لأنه جمع السور بعضها إلى بعض، وقال الراغب: سمي قرآنا لكونه جمع ثمرات الكتب المنزلة السابقة، أو لأنه جمع أنواع العلوم كلها بمعان، وقال الهروي: كل شيء جمعته فقد قرأته، وقيل مشتق من القري وهو الجمع ومنه قريت الماء في الحوض إذا جمعته.
وقال القرطبي: القرآن بغير همز مأخوذ من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا، وقال الزجاج: هذا القول سهو، والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف، ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها.
وسمى الله تعالى القرآن بأسماء كثيرة، منها: الكتاب والقرآن والكلام والنور والهدى والرحمة والفرقان والشفاء والموعظة والذكر والحكمة والصراط المستقيم وأحسن الحديث والتنزيل والبيان والتذكرة والعروة الوثقى والبلاغ والأمر، ولكل اسم من هذه الأسماء معنى، ووردت هذه الأسماء في القرآن (٣).
(٢) انظر البرهان في علوم القرآن للزركشي ج ١، ص ٢٧٨.
(٣) نفس المصدر.