في كتابه: فضائل القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما: نزل بلغة الكعبين، كعب قريش وكعب خزاعة، قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة، وفضل «الفراء» لغة قريش على سائر لغات العرب، لأنهم كانوا يسمعون كلام العرب فيختارون من كل لغة أحسنها، فصفا كلامهم.
وثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته، ثم لم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف».
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة».
أقوال العلماء في الأحرف السبعة:
اختلف العلماء القائلون بأن القرآن نزل على سبعة أحرف على أقوال (١):
القول الأول: يعتبر الأمر من المشكل الذي لا يعرف معناه، لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا والقصيدة كلمة.
القول الثاني: المراد بالأحرف السبعة القراءات السبع، وحكي هذا القول عن الخليل بن أحمد، وحكى ابن عبد البر القرطبي عن بعض العلماء المتأخرين من أهل العلم بالقرآن أنه قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القرآن، فوجدتها سبعة، منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، ومنها ما يتغير معناه بالحروف ولا تتغير صورته، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، ومنها بالتقديم والتأخير، ومنها
الزيادة والنقصان.
القول الثالث: المراد سبعة أنواع، كل نوع منها جزء من أجزاء القرآن، فبعضها أمر ونهي، ووعد وعيد، وقصص، وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه

(١) انظر البرهان في علوم القرآن للزركشي، ج ١، ص ٢١٣ - ٢٢٧.


الصفحة التالية
Icon