خامسا: الطغيان في قوله تعالى: اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى [طه: ٢٤].
وجاءت في عدة أماكن في القرآن.
سادسا: الفسق في قوله تعالى: فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ [النمل: ١٢].
سابعا: ادعاء الألوهية في قوله تعالى: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي [القصص: ٣٨].
وهذه الصفات التي وصف القرآن بها فرعون وقومه جعلت فرعون يمثل شخصية المستبد الطاغي المعاند الذي يكفر بآيات الله ويكذب بها، ويدعي لنفسه الألوهية والملك والسلطان، وسيظلم ويقتل ولذلك اتجهت دعوة الأنبياء والرسل لمقاومة هؤلاء الطغاة، لتحرير الإنسان الذي وقع عليه الظلم، ولتقويته ولشد أزره، لكي يقاوم ويرفض ويتمرد، ومن الطبيعي أن يستجيب الضعفاء لدعوة الأنبياء وأن يقف الأنبياء إلى جانب هؤلاء المستضعفين، لتخليصهم من سوء العذاب الذي يسلطه عليهم آل فرعون، لكي تستقيم مسيرة البشرية.
وقال آل فرعون لموسى ما قاله المشركون لمحمد، واتهموه بالسحر، والاتهام بالسحر هو تسليم بالعجز، واعتراف بعظمة التأثير ولا يوصف بالسحر إلا من أتى بشيء خارق للعادات معجز لا يقدر البشر على مثله، وقال محمد للمشركين ما قاله موسى لآل فرعون قال لهم: إني رسول من رب العالمين، وجاءهم بالبينات وبسلطان مبين، وسخر فرعون من موسى كما سخر المشركون من محمد، قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ [غافر: ٢٩]، وقال ساخرا: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً [غافر:
٣٦ - ٣٧].
وشخصية فرعون هي إحدى الشخصيات التي اعتمدت عليها القصة في القرآن، لأن دعوة موسى ومحمد واحدة، وما يلقاه «محمد» من قومه شبيه بما


الصفحة التالية
Icon