ويدل منهجه على ما يلي:
أولا: تمكنه من مادته العلمية وسعة اطلاعه.
ثانيا: حسن استيعابه لما يكتب فيه، فلا يستطرد ولا يطيل.
ثالثا: النقل الأمين، وينسب كل قول لقائله، وينقل عبارة العلماء مروية عنهم.
رابعا: روعة أسلوبه، وسلامة عبارته.
وهذه الخصائص جعلت الزركشي حجة فيما يكتب، وجعلت كتاب البرهان من أبرز الكتب في علوم القرآن، ولا يستغني عنه باحث أو دارس، وقد تأثر به جلال الدين السيوطي في كتابه «الإتقان»، ونقل عنه الكثير من العبارات والنقول، ونستطيع أن نقول إن كتاب الإتقان هو مختصر لما في كتاب البرهان، وهو شديد الشبه به في أسلوبه ومنهجه».
الإتقان في علوم القرآن:
يعتبر كتاب «الإتقان في علوم القرآن» للحافظ جلال الدين السيوطي من المراجع المعتمدة والهامة، ولا يمكن الاستغناء عنه لكل من يريد البحث في علوم القرآن، فهو كتاب جمع فيه السيوطي علوم القرآن، ونقل أقوال العلماء في كل علم من العلوم، وأشار إلى الكتب المصنفة في كل علم، واختار من كتب السابقين ما يتعلق بالموضوع من آراء وأقوال، وقد قام بتحقيق هذا الكتاب الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم الذي قام بتحقيق كتاب البرهان للزركشي.
وقال المحقق في مقدمة كتاب الإتقان في معرض كلامه عن الحافظ السيوطي (١): وكتابه الإتقان في علوم القرآن هو الحلقة الذهبية في سلسلة كتب الدراسات القرآنية، أحسنها تصنيفا وتأليفا، وأكثرها استيعابا وشمولا، جمع فيه من أشتات الفوائد، ومنثور المسائل ما لم يجتمع في كتاب، ولم تكن هذه