وحسبي من هذه الإطلالة على دراساتنا القرآنية أنني أضفت لبنة صغيرة متواضعة في صرح هذا العلم، وتعلمت ما كنت بحاجة إليه من معرفة بعلوم القرآن، وبخاصة فيما يتعلق بالقراءات القرآنية، وأوجه الإعجاز القرآني، ومباحث الرسم القرآني.
وسميت هذا الكتاب: ب «المدخل إلى علوم القرآن الكريم» لكي أؤكد على أن الغاية من هذه الدراسة تبسيط المادة العلمية، وتيسير الرجوع إليها، بعبارة سهلة التناول، واضحة العبارة.
وقسمت هذا الكتاب إلى فصول، خصصت «الفصل الأول» للتعريف بالقرآن، وكيفية إنزاله، وأسباب نزوله منجما، وأقوال العلماء في الأحرف السبعة، ومعرفة أسباب نزوله، وتكلمت في «الفصل الثاني» عن ظاهرة الوحي ومعاني الوحي وكيفية نزوله، وناقشت فكرة الوحي، وعرضت في «الفصل الثالث» لنشأة علوم القرآن، والتصنيف في هذه العلوم، وبينت أهمية كتاب البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، ومنهج كل منهما، وقارنت بين منهجي الكتابين، وفي «الفصل الرابع» تحدثت عن التفسير والتأويل، وخصائص كل منهما. وتكلمت عن ترجمة القرآن في «الفصل الخامس»، وأوضحت الفرق بين الترجمة والتفسير من حيث الصفة الاستقلالية ومدى إمكان استيعاب كل المعاني الأصلية، واقترحت تشكيل «هيئة مختصة بترجمة القرآن» تضم كفاءات مختصة في اللغة والتفسير وفي الدراسات اللغوية المقارنة تعكف لمدة سنوات على إعداد ترجمة دقيقة للقرآن الكريم، وتلحق بالترجمة «ملاحق بيانية» توضح المعاني الممكنة والمحتملة، والغاية من تشكيل هذه الهيئة القضاء على الترجمات الفردية المليئة بالأخطاء والتجاوزات. وفي «الفصل السادس» تكلمت عن المكي والمدني في القرآن الكريم، والغاية من معرفة ذلك دراسة مراحل الدعوة، ومعرفة
الناسخ والمنسوخ، وفهم النصوص عن طريق معرفة تاريخ نزول القرآن، وأوضحت في «الفصل السابع» مراحل جمع القرآن، وخصائص كل مرحلة، والدقة في الجمع والاعتماد على الحفظ والكتابة، لتوثيق النص القرآني أولا، ولتوحيد القراءة


الصفحة التالية
Icon