الأول: إدغام النون الأولى في الثانية مع الإشمام وهو أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت بعد إسكان النون الأولى وإدغامها في الثانية إدغاما تاما وقبل استكمال التشديد أي قبل تمام النطق بالنون الثانية.
الثاني: الاختلاس أي اختلاس ضمة النون الأولى. وحينئذ يمتنع إدغام النون الأولى في الثانية مطلقا لتعذر الإتيان به، لأن من شرط الإدغام تسكين المدغم وهو هذا النون الأولى وهي لا تزال متحركة وإن كانت حركتها غير كاملة بسبب اختلاسها فلا تكون مدغمة والحالة هذه.
ووجه الاختلاس وكذلك الإدغام مع الإشمام لا يحكمان إلا بالمشافهة والسماع من أفواه المشايخ. ووجه الاختلاس هو الراجح والمقدم في الأداء.
والثانية (مكني) بالكهف في قوله تعالى قل ما مكني فيه ربي خير فقرأ قالون فيها بإدغام النون الأولى في الثانية فيصير النطق بنون واحدة مكسورة مشددة ولم يكن لقالون من الإدغام الكبير سوى هاتين الكلمتين.
الحكم الثالث (الإقلاب)
ويقصد به في اللغة: التحويل وفي الاصطلاح جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب. وله حرف واحد وهو الباء فإذا وقع بعد النون الساكنة سواء كان معها في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين وجب قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة لفظا لا خطا مخفاة مع إظهار الغنة وذلك نحو: ينبت، من بعد، عليمّ بذات الصدور.
ولا يتحقق القلب إلا بثلاثة أعمال هي:
الأول: قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة لفظا تعويضا صحيحا بحيث لا يبقى بعد ذلك للنون أثر.
الثاني: إخفاء هذه الميم عند الباء.


الصفحة التالية
Icon