وأما كلمة (أئمة) فوقعت في خمسة مواضع وهي في سورة التوبة والأنبياء والقصص والسجدة.
وأما كلمة (ءالهتنا) فوقعت في موضع واحد وهو سورة الزخرف.
ووجه ترك ألف الفصل في (ءامنتم، وءالهتنا) هو أن أصل الكلمتين قبل دخول الاستفهام أأمنتم. أآلهتنا بهمزتين الأولى متحركة وهي زائدة والثانية ساكنة وهي فاء الكلمة فأبدلت الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها على القاعدة الصرفية المعروفة وهي (كل همزتين اجتمعتا في كلمة وكانت الأولى متحركة والثانية ساكنة أبدلت الساكنة حرف مد من جنس المتحركة) ثم بعد ذلك دخلت همزة الاستفهام فاجتمع في اللفظ ثلاث همزات: همزة الاستفهام والهمزة الزائدة والهمزة المبدلة بحرف مد التي هي فاء الكلمة فخفف قالون الهمزة الثانية الزائدة بالتسهيل بين بين (أي بين الهمزة والألف) وترك إدخال ألف الفصل لأنه لو فصل بها بين الهمزتين هنا لصار اللفظ في تقدير أربع ألفات متتابعات الأولى همزة الاستفهام، والثانية ألف الفصل والثالثة المسهلة بين بين.
والرابعة المبدلة حرف مد، وهذا كما قالوا إفراط في التطويل والثقل وخروج عن كلام العرب ووجه ترك ألف الفصل في أئمة هو أن أصل الكلمة أأممة بوزن أفعلة جمع إمام كامثلة جمع مثال وأردية جمع رداء حيث نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثم أدغمت الميم في الميم فصار اللفظ أئمّة بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، بعدها ميم مشددة فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة لأنها منقولة إليها من الميم المدغمة في مثلها فاعتبر قالون أصلها وهو السكون ولم يعتبر حركتها الحاضرة لعروضها فترك الإدخال لذلك لأن الفصل إنما يكون بين الهمزتين المتحركتين لا بين المتحركة والساكنة كما هو الأصل.
وأما الكلمة المختلف فيها فهي قوله تعالى أو شهدوا خلقهم بالزخرف وقد ورد فيها وجهان:
الأول: تسهيل الهمزة والثانية بين بين أي بين الهمزة والواو مع إدخال ألف الفصل.