حلت محلها قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي» (١).
وكان أهل السودان يقرءون برواية الدوري عن أبي عمرو البصري وقد طبع في السودان مصحف خاص بهذه الرواية، وفي ليبيا يقرءون برواية قالون عن نافع المدني، ولديهم كذلك مصحف مطبوع بهذه الرواية.
ولا يزال أهل بلاد المغرب العربي يقرءون برواية ورش عن نافع المدني، وهي القراءة التي لا يعرف أهل موريتانيا غيرها، وقد قام مجمع الملك فهد في المدينة المنورة بطباعة مصحف خاص برواية ورش عن نافع، وتوجد تسجيلات صوتية تخص هذه الرواية لمشاهير قرائنا، وأشهرها:
تسجيل الشيخ محمود خليل الحصري، وتسجيل الشيخ محمد صديق المنشاوي لكامل المصحف.
وحينما أنعم الله عليّ بتلقي القراءات السبع على يد مشايخ أفاضل علمت عظم هذا العلم، وعلمت كذلك فائدته الجليلة في خدمة كتاب الله تعالى، كما علمت السر في نزول القرآن هكذا، وذلك ليتحقق الغرض الإلهي من التعبد بتلاوته، حيث إنه يصعب جمع ألسنة الناس مع تباينها على قراءة واحدة، وصدق ربنا تبارك وتعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: ١٧] وربما اطلع على هذا الكتاب عدد من المسلمين فعرفوا وأفادوا منه شيئا في انفراد حفص (صاحب القراءة المشهورة) عن غيره من الرواة والقراء، في قراءة بعض الألفاظ والكلمات، فكان ذلك حافزا لطلب هذا العلم وإنعام الدراسة خدمة لكتاب الله وحفاظا على ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفقنا الله لحفظ كتابه والعمل بما فيه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه/ أبو معاذ محمد عباس الباز حاصل علي إجازة في القراءات السبع