الكريم، يقول في كتابه «قواعد التجويد» معلقا على قول ابن الجزري «لقد جعله واجبا شرعيا يأثم الإنسان بتركه، وبه قال أكثر العلماء والفقهاء، ذلك لأن القرآن نزل مجودا وقرأه الرسول ﷺ على جبريل كذلك، وأقرأه الصحابة فهو سنة نبوية».
تعقيب:
بعد أن تبينت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على وجوب قراءة القرآن قراءة مجودة، رأيت أنه من الواجب بسط القول في هذا الموضوع، والتعقيب على من يقول بعدم وجوب ذلك، ويتناول تعقيبي هذه النقاط:
١ - قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (١):
هذا الحديث حجة على وجوب قراءة القرآن مجودا، فهو أمر من النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر يشمل هيئة الصلاة الظاهرية من حركات وغيرها، ويشمل قراءته ﷺ للقرآن فيها، وإذا كان العلماء قد اختلفوا في بعض حركات الصلاة، مثل وضع اليدين عند قراءة الفاتحة، وكذلك وضعهما أو إرسالهما بعد الرفع من الركوع، وغير ذلك من الخلافات الظاهرية.
إذا كان العلماء قد بسطوا القول في كل حركات الصلاة، وحرصوا على الوصول إلى الكيفية الصحيحة التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الحرص أشد في روح الصلاة، ومبعث الخشوع فيها، وهو القرآن الكريم، كتاب الله وكلامه، فما كان النبي ﷺ يقرأ القرآن إلا مرتلا مجودا كما بينت الروايات.
فإذا كان حرص المسلمين شديدا على تقليد النبي ﷺ في كيفية حركات الصلاة، فلا بد وأن يكون التقليد أشد في كيفية قراءته لكتاب الله تعالى. وهكذا يكون فهم أمر النبي ﷺ «صلوا كما رأيتموني أصلي».