والقول الآخر سطره المبّرد بقوله:
«وقوم يقولون: إن نظنّ إلا إنكم أيّها الداعون لنا تظنون أنّ الذي تدعونه إليه ظنّ منكم، وما نحن بمستيقنين أنكم على يقين» وعقب المبرّد على القولين بقوله: «وكلا القولين حسن، وأكثر التفسير على الأول، وقالوا في قوله:
* وما اغترّه الشيب إلا اغترارا* أي إلّا لاغتراره، ونصبه للمصدر الذي هو مضاف إليه والفعل للشيب كما أن «نظن»
ناصبة للمصدر المضاف إلى ما يخاطبونه» (١)
٥ - ومن منهج المبرّد أنه يعتمد الحديث الشريف في ما يريد الاستدلال عليه، ففي قوله تعالى: عند ذكر السّحاب والغيث:
وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ (٢)، وقال: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً (٣) وقال عند ذكر العذاب: وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٤) وبعد سرد عدّة آيات ذكرت فيها الرّيح في مقام العذاب عقب المبرّد على ذلك بقوله:
«هذا الذي ذكرنا مما هو للغيث أو العذاب ولأهل العناية فيه قولان:
قال بعضهم: لا تلقح السّحاب بريح واحدة، ولكن تبدأ ريح، وتقابلها أخرى، وكذا إن جرت ثلاث من الرّياح.
وقال رسول الله ﷺ إذا هبت الرّيح يقول:

(١) انظر: ٥٤ - ٥٦.
(٢) الحجر: ٢٢.
(٣) الروم: ٤٨.
(٤) الحاقة: ٦.


الصفحة التالية
Icon