ثم قال السّيوطي: «والأسماء كثير فيها الاشتراك» (١) ومعنى ذلك أنه إذا كان الاشتراك في الحروف والأفعال، قضية مسلما بها، فكذلك القسم الثالث من أقسام الكلمة، وهي الأسماء، قضيّة مسلم بها.
٤ - اختلاف الحركات والمشترك اللفظيّ:
لم يتعرض القدماء والمحدثون إلى أنّ اختلاف الحركات في الكلمة ذات الحركات المختلفة، والتي تعطى معاني متعدّدة بإختلاف حركاتها قد يجعل هذه الكلمة من قبيل المشترك اللّفظي.
ويظهر أن «قطرب» المتوفي سنة ٢٠٦ هـ أول من تنبّه إلى هذه الظاهرة وهي التي تتمثل في «المثلثات» في كتاب ألفّه بعنوان:
«المثلث» أو «المثلثات» وقد حقّق هذه المثلثات الدكتور رضا السويسي (٢) وبيّن في مقدمة تحقيقه أن المقصود «من عبارة المثلّث أو المثلّثات هو مجموعة تضمّ ثلاثة مفردات، لها نفس الصيغة الصّرفيّة ومركّبة من نفس الحروف، فما يتغيّر فيها إلّا حركة فاء الكلمة أو عينها فيحصل بتغيير الحركة تغيير في المعنى، ومنه انتقال من مجال دلاليّ معيّن إلى مجال ثان» (٣) وقد ألف في هذه الظاهرة بعد قطرب:
١ - أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي النّحوي المتوفي ٥٢٠ هـ ٢ - أبو حفص عمر بن محمد القضاعي البلنسيّ المتوفي ٥٧٠ هـ.
(٢) المثلّثات طبع بالدار العربيّة للكتاب، ليبيا- تونس.
(٣) مقدمة التحقيق: ١١.