لإنقاذ حديث رسول الله ﷺ من ضياعه أو ضياع بعضه ففي الموطأ «أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم: أن انظر ما كان من حديث رسول الله ﷺ أو سننه فاكتبه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء وإوصاه أن يكتب له ما عند عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية والقاسم ابن محمد بن أبي بكر» وفي رواية أبي نعيم في «تاريخ أصبهان» عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى أهل الآفاق: انظروا إلى حديث رسول الله ﷺ فاجمعوه» (١) وفي العصر العبّاسي في منتصف القرن الثاني بدأ التأليف في العلوم المختلفة، فرأى العلماء بالحديث الشريف أن يتجاوزوا المرحلة الأولى التي بدأت على يد عمر بن عبد العزيز إلى التأليف فيه «ففي مكة جمع الحديث ابن جريج المتوفي (١٥٠ هـ) وفي المدينة محمد ابن اسحاق المتوفي (١٥٠ هـ)، ومالك بن أنس المتوفي (١٧٩ هـ) وبالبصرة الربيع بن صبيح المتوفي (١٦٠ هـ) وسعيد بن أبي عروبة المتوفي (١٥٦)، وحماد بن سلمة المتوفي (١٧٦ هـ) وبالكوفة سفيان الثوري المتوفي (١٦١ هـ) وبالشام الأوزاعي المتوفي (١٥٦ هـ) وباليمن معمر المتوفي (١٥٣ هـ) وبخراسان ابن المبارك المتوفي (١٨١) وبمصر اللّيث بن سعد المتوفي (١٧٥) (٢)
(٢) ضحى الإسلام: ٢/ ١٠٧.