ومن اللّغويون من عنى ببيان مجازات القرآن مثل قوله تعالى:
حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها (١) ومنهم من تعرض للمشكلات النحوية مثل قوله تعالى: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ (٢)، وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ (٣) إلى آخر ما سلكوا من مناهج مختلفة» (٤)
٤ - العلاقة بين المعاني اللغوية والوجوه والنظائر:
ومما لا شك فيه أن التأليف في المعاني اللغوية يقتضي كشف العلاقة بين معاني الكلمات من حيث وضعها الدّلالي، ومن حيث وضعها السّياقي، فالسّياق له دخل كبير في وضوح المعنى، والوجوه لا ينكشف معناها، ولا يتضّح مفهومها إلّا في ضوء السّياق القرآني.
ولهذا كان السرّ وراء تتبع الوجوه القرآنية ونظائرها لإيضاح معناها، وكشف مستورها، ومعرفة إشارتها: وذلك كان من أعظم الأسباب في تأليف كتب الوجوه والنظائر، فضلا عن الأسباب الأخرى التي أشرت إليها، وهي وجود نهضة تأليفية، وحركة علمية في شتى العلوم الإسلامية، فأراد مؤلّفو هذه الكتب أن يسيروا في الطريق الذي سار فيه غيرهم، وأن يدلوا بدلوهم بين الدّلاء في حركة التسابق في التأليف والتصنيف.
٥ - ومن الأسباب التي لا تغفل تيسير القرآن الكريم
وفهمه: وذلك بجمع الكلمات المشتركة في اللفظة، المختلفة في

(١) محمد: ٤.
(٢) طه: ٦٣.
(٣) النساء: ١٦٢.
(٤) ضحى الإسلام: ٢/ ٤٥، ١٤٦ بتصرّف.


الصفحة التالية
Icon