ب- الأشباه والنّظائر في القرآن الكريم لمقاتل بن سليمان البلخيّ
ومن أهم مؤلفات مقاتل: الأشباه والنظائر في القرآن الكريم. (١)
ولنا أن نتساءل ما معنى الأشباه؟ وما معنى النظائر؟
في اللسان «شبه» الشّبه والشّه، والشّبيه: المثل، والجمع «أشباه» وأشبه الشّىء الشىء: ماثله وفي المثل: «من شابه أباه فما ظلم (٢) والنّظائر في اللسان: «نظر»: النّظير: المثل، وقيل: المثل في كل شيء يقال: فلان نظيرك، أي مثلك، لأنه إذا نظر إليهما الناظر رأهما سواء، ويجمع على نظائر، والنّظائر في الكلام والأشياء كلّها، وفي حديث ابن مسعود: «لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله ﷺ يقوم بها عشرين سورة من المفصّل يعنى سور المفصّل سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطول» هذا وأول من تناول هذه التسمية بالشرح والتحليل ابن الجوزي حيث حلل في كتابه معنى الوجوه والنظائر. فذكر في مفتتح مقدّمة كتابه: «نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر»، فقال:
«واعلم أنّ معنى الوجوه والنظائر: أن تكون الكلمة واحدة، ذكرت في مواضع من القرآن على لفظ واحد، وحركة واحدة، وأريد بكل مكان معنى غير الآخر، فلفظ كل كلمة ذكرت في موضع نظير للفظ الكلمة المذكورة في الموضع الآخر.
وتفسير كل كلمة بمعنى غير معنى الآخر هو الوجوه.
فإذا النظائر: اسم للألفاظ، والوجوه: اسم للمعاني.
فهذا الأصل في وضع كتب الوجوه والنظائر»
(٣)

(١) حققه الدكتور عبد الله محمود شحاته، نشر وزارة الثقافة، المكتبة العربية.
(٢) انظر كتاب الأمثال لأبي عبيد برواية: من أشبه الخ: ٢٦٠.
(٣) انظر مقدّمة نزهة الأعين النواظر: ٨٣.


الصفحة التالية
Icon