ثانيا: في مجال الأفعال
١ - ناي
تفسير «نأى» على وجهين:
فوجه منها: نأى: يعني تباعد، فذلك قوله في بني إسرائيل:
وَنَأى بِجانِبِهِ (١) يعني تباعد، وكقوله في الأنعام:
وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ (٢) يعني يباعدون عنه.
والوجه الثاني: لا تنيا، يعني لا تضعفا، فذلك قوله في «طه»:
وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (٣) يقول: لا تضعفا، وقال في القصص: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ (٤) يعني لتضعف، فتعجز عن حمل المفاتيح لأبواب بيوت أموال قارون.

(١) الإسراء ٨٣.
(٢) الأنعام/ ٢٦.
(٣) سورة طه ٤٢، ويلاحظ اختلاف المادة والمعنى بين الوجه الأول والثاني، فالوجه الأول مادته نأى بمعنى بعد، والثاني مادته ونى بمعنى ضعف. وفي المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، نجد أن الوجه الأول في مادة نأى، والوجه الثاني في مادة ونى. [من تعليق المحقق]
(٤) القصص: ٧٦.


الصفحة التالية
Icon