والوجه السابع: «ما» يعني «كما»، فذلك قوله في «يس»:
لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ (١) يقول كما أنذر اباؤهم، كقوله في هود: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ (٢) «أي» لأهل النار، ما داموا فيها أحياء، فأهل النّار لا يموتون فيها أبدا، والنار لا تنقطع عنهم أبدا إلا ما شاء ربك لأهل التوحيد الذين أدخلوا النار فلا يدومون في النار معهم، ولكن يخرجون إلى الجنّة، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ لأهل الدّنيا فلا يخرج أهلها منها، فكذلك تدوم الجنة لأهل الجنة ما داموا، فأهل الجنة لا يموتون أبدا والجنة لا تنقطع عنهم إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ (٣) يعني إلا ما نقص لأهل التوحيد الذين أخرجوا من النار فدخلوا الجنة بعد أوائلهم. (٤)
(٢) هود: ١٠٦، ١٠٧.
(٣) هود: ١٠٨.
(٤) الأشباه والنظائر: ٢٤٢ - ٢٤٥.