١ - معنى المشترك اللفظي:
حدّد معناه السّيوطي ناقلا عن ابن فارس في «فقه اللغة» فقال:
«وقد حدّه أهل الأصول بأنه اللفظ الواحد الدالّ على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السّواء عند أهل تلك اللغة» (١) ومن هذا التعريف يتبين أن عمود المشترك اللفظي هو الدلالة، لأن اللفظ الواحد يدلّ على معنى أو اثنين أو أكثر.
ومن البدهيّ أن اللّفظ في أول وضعه كان يدل على معنى واحد، ثم تولّد من هذا المعنى الواحد عدّة معان، وهذا التّوالد هو ما نسميه:
تطور المعنى.
وهذا التّطور «يسير ببطء وتدرّج، فتغيّر مدلول الكلمة مثلا لا يتمّ بشكل فجائي سريع، بل يستغرق وقتا طويلا، ويحدث عادة في صورة تدريجية فينتقل إلى معنى آخر قريب منه.
وهذا إلى ثالث متصل به... وهكذا دواليك حتى تصل الكلمة أحيانا إلى معنى بعيد كل البعد عن معناها الأول»
(٢) والتطور مرتبط بعلاقتين يحكمانه، وهما: علاقة المجاورة والمشابهة.

(١) المزهر: ١/ ٣٦٩.
(٢) علم اللغة للدكتور على عبد الواحد وافي: ٣١٤.


الصفحة التالية
Icon