قوله: «ولعله يريد، لأنه ترك التّحديث، واشتغل بعلم النّحو، أو لأنه قدريّ» (١)
علمه بالتفسير والقراءات والحديث والنحو:
لقد اقتحم هارون هذه الميادين، ففسّر، وقرأ، وحدّث، واشتغل بالنحو.
وذكر السيّوطيّ: أنه أول من تتبّع وجوه القرآن (٢) وألّفها، وتتبع الشاذّ منها، وبحث عن إسناده» (٣)
إسلامه:
لم يلد هارون في أسرة مسلمة، بل ولد في أسرة يهوديّة، ولعلّ هذا هو السّبب في أنّ الرّواة لم يتعرّفوا أجداده، واكتفوا بذكر أبيه وكنيته.
ولمّا كبر، واستوى على سوقه أسلم وحسن إسلامه بدليل ما ذكره البغداديّ أن «عبد الله بن سليمان الأشعث قال: سمعت أبي يقول:
كان هارون الأعور يهوديا فأسلم وحسن إسلامه.
حفظ القرآن وضبطه، وحفظ النحو، فناظره إنسان يوما في مسألة، فغلبه هارون، فلم يدر المغلوب ما يصنع؟
فقال له: أنت كنت يهوديا فأسلمت! فقال له هارون: بئس ما صنعت! قال: فغلبه أيضا في هذا» (٤) ملحوظة جديرة بالاهتمام:
قد يخلط بعض العلماء بين شخصية هارون بن موسى القارىء
(٢) هكذا في البغية ولعله يقصد القراءات بدليل ما بعده.
(٣) البغية: ٢/ ٣٢١.
(٤) تاريخ بغداد: ١٤/ ٤.