وإذا كان لمقاتل هذا الرّصيد من العلم المسّجل، فبدون شك كان هذا العلم في زمن مبكر مصدرا لكل المعارف القرآنية، ومن جاءوا بعده عيال عليه، ومن هؤلاء هارون بن موسى.
على أية حال كانت اتفق مع الدكتور حاتم الضامن في أنه:
«ليس للكتاب منهج واضح، إذ لم يرتب الألفاظ حسب حروف الهجاء ومنهجه يتفق اتفاقا تاما قريبا مع منهج مقاتل بن سليمان إلا أنه يزيد على كتاب مقاتل أربعا وعشرين لفظة إذ عددها عند مقاتل ست وأربع وثمانون لفظة. (١)
وقبل أن أنهى الحديث عن المنهج هناك ملحوظة، أسوقها للزميلين المحققين لهذين الكتابين:
فالدكتور عبد الله شحاتة محقق كتاب مقاتل، فهرس الكتاب أبجديّا على حسب جذور الكلمة، فكلمة التصاريف مثلا جعلها تحت حرف الصاد بدون نظر إلى حروف الزيادة، والدكتور حاتم محقق كتاب هارون رتب الكلمات على حسب الحرف الأول بغض النظر عن أن يكون أصليا أو زائدا، فجعل كلمة: «التصريف»
تحت حرف التاء مع أنها من حروف الزيادة هذه ناحية، ولذلك تعثرت المقابلة بين الكتابين لمن يريد أن يقابل.
وناحية أخرى كنت أودّ من الدكتور حاتم أن يفهرس لنا الكلمات التي زادها هارون على مقاتل لنتبيّن مواضعها في الكتاب.

(١) مقدمة المحقق: ١٢.


الصفحة التالية
Icon