القاسم بن فيرة الشاطبي ت ٥٩٠ هـ.
(ر- الشاطبي).
- اعتمد الشاطبي في قصيدته على كتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني، فاقتفى أثر أبي عمرو واقتصر على القراء السبع، وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، ورواتهم الأربعة عشر، والطرق التي اعتمدها أبو عمرو الداني وقرأ بها على شيوخه، إلا أن الشاطبي زاد على ما في التيسير زوائد هامة وفوائد جمّة.
- ولقد عظمت عناية القراء والعلماء بالشاطبية حتى أصبحت عمدة القراء إلى زماننا الحاضر. فقلّ من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها، ويدرس رموزها وأسرارها. وذلك أن الشاطبي قد تفنن في ضبط القراءات السبع، فسلك في ذلك سبيل الرمز، فمنح كل قارئ وراو رمزا إذا انفرد ورمزا إذا اجتمع معه غيره.
- ولبناء الشاطبية على الرموز والاختصارات عسر على كثير من الناس فك أسرارها وكشف خفاياها، لأن ذلك يتطلب دراية واسعة في القراءات وعلوم اللسان العربي.
- ولا عجب من تبوء الشاطبية لتلك المكانة الرفيعة عند العلماء باختلاف تخصصاتهم، فلقد أبدع فيها وأطرب، فهي لم تكن وعاء للقراءات السبع فحسب، بل كانت غاية في البلاغة والبيان والرقة والعذوبة قوية السبك وفيرة المعاني.
- وقال ابن الجزري: ولا أعلم كتابا حفظ وعرض في مجلس واحد وتسلسل بالعرض إلى مصنفه كذلك إلا هو.
- وقد عارضها كثيرون ونسجوا على منوالها ورويّها، ولكنهم باعترافهم لم يدانوها. ومن هؤلاء: عبد الرحمن بن إسماعيل أبو شامة الدمشقي في إبراز المعاني، وابن الجزري في الدرة المضيئة، وحسن خلف الحسيني، وكثير غيرهم.
- عدد أبيات الشاطبية ١١٧٣.
- أما شروحها فقد بلغت وفق ما وصلت إليه حتى الآن: اثنين وخمسين شرحا (١)، منها:
١ - فتح الوصيد في شرح القصيد، لتلميذه علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت ٦٤٣ هـ)، وهو أول من أذاعها بين الناس وأول من شرحها.