العصر هو عصر الهجمة الشرسة، التى شنها الثالوث النجس- اليهودية والصليبية والإلحاد- على الأمة، واخترق خطوط دفاعها الأولى، واحتل مواقع هامة فى عقول وقلوب ومجتمعات وحياة هذه الأمة.. فلا بدّ من اللجوء إلى القرآن، والإقبال عليه، ومواجهة الأعداء به، وجهادهم على هديه..
ونحن الذين نعيش هذا العصر بمآسيه وآلامه، ونصطلى بوهجه وناره، قد ابتلانا الله بأن جعلنا فى مواجهة أعدائه، وامتحننا بأن أوقفنا فى ميدان المعركة معهم، ووضعنا على ثغرة هامة من الثغور أمامهم، ومن علينا بأن جعلنا من رجاله وجنوده، ومن أهل القرآن وحملته والناظرين فيه.. نرجو الله أن يعيننا فى هذا الابتلاء، وأن يكتب لنا النجاح فى هذا الامتحان، والتوفيق فى العمل فى الميدان، والثبات فى الثغرة، والانتصار فى المواقع، والأجر والثواب فى الحياة الدنيا، والجنة الغالية يوم القيامة..
منّ الله علينا بفضله بالنظر فى القرآن- وهو نظر عاجز كليل- وبتدبره وفهمه وتفسيره- وهو جهد ناقص قليل- فاستعنا بالله وحده، فى أن نعيش فى ظلال القرآن، وأن نصحبه فى رحلة شيقة ممتعة، نحاول أن نغترف من كنوزه المذخورة، وأن نرتوى من معينه العذب، وأن نستخدم مفاتيح نافعة صالحة إن شاء الله، لحسن التعامل معه، والتلقى عنه، والحياة به..
وأحببنا أن نقدم ما يفتح الله به علينا من ذلك لقراء القرآن، وأن نضع بين يدى جنوده وحملته وأهله ما نستخرجه من كنوزه، وما نجنيه من ثماره، وما نقف عليه من حقائقه ومعانيه وتقريراته..
فكانت هذه السلسلة «من كنوز القرآن المذخورة» وسنحرص بإذن الله


الصفحة التالية
Icon