ولعله من أهم الوسائل للخروج من التلاوة بزاد عظيم من المعانى والحقائق والدروس والدلالات.
١٤ - الوقوف أمام الآيات ليتدبرها ويفهم معانيها، ويدرك حقائقها، ويلاحظ علومها ومعارفها ودروسها ودلالاتها.. لأن هذا هو الهدف من التلاوة، وما نفع تلاوة لا تحقق هذا التدبر؟ ولا تولد هذا الفهم؟ ولا تعطى هذا الرصيد الخير؟
١٥ - التأثر والانفعال بالآيات حسب موضوعاتها وسياقها، فتجده يفرح إذا قرأ آيات التبشير والرجاء والأمل، ويحزن ويبكى عند آيات الإنذار والتهديد والوعيد، ويسر إذا قرأ آيات النعيم، ويخاف عند آيات العذاب، ويعرض نفسه على آيات صفات المؤمنين ليستكمل الناقص، وعلى آيات صفات الكافرين والمنافقين ليتخلى عما علق به منها، ويفتح حواسه على الأوامر والتكاليف الربانية ليعمل بها، وعلى المنهيات والمحرمات ليبتعد عنها.
وإذا قرأ آية نعيم سأل الله أن يكون من أهله، وإذا قرأ آية عذاب تعوذ بالله منه، ويجيب على استفهامات القرآن وأسئلته، وينفذ الأوامر والتكاليف، ويتبرأ من الكفار وصفاتهم، ويقبل على المؤمنين ويوثق ولاءه لهم.. وهكذا..
١٦ - الشعور بأن القارئ نفسه هو المخاطب بالآيات، وهو الذى وجهت إليه التكليفات، ثم يعيش هذا الشعور، ويدرك نتائجه وآثاره على نفسه وكيانه كله.. وبذلك يقف طويلا أمام الآية، ويعرف ماذا تطلبه منه وماذا تنهاه عنه.. وتستوقفه آيات التكاليف المبدوءة ب: يا أيها الذين آمنوا، ويا أيها الناس، ويا أيها الإنسان، ويفتح لها كل منافذ التلقى