ومعانيها.. وأن لا يقرأها بعينه فقط، أو يسمعها بأذنه فقط، بل يقرأها بكل كيانه، ويسمعها بكل مشاعره وأحاسيسه، وأن يعيشها بكامل كينونته الإنسانية، وأن ينفعل بها ويتأثر لها، ويفتح لها حياته كلها.
عليه أن يمعن النظر فى الآية، وأن يعيد قراءتها مرة ومرات، ولا يسأم من ذلك ولا يمل، حتى لو استمرت وقفته أمامها دقائق أو ساعات، وحتى لو أعادها عشرات المرات.. وكثير من علماء القرآن كانوا يطيلون الوقفة أمام الآية الواحدة، ويقومون بها ليلتهم كلها، ولا يقطعون تلاوة الآية وترديدها إلّا عند الفجر..
٤ - النظرة التفصيلية فى صياغة الآية: تركيبها وسياقها ومعناها، ونزولها وغريبها وإعرابها، وملاحظة معانيها ودلالاتها وظلالها.. بحيث لا يغادرها إلى غيرها، إلّا بعد أن يكون قد ألم بطرف من ذلك كله، ووقف على تفسيرها وفهمها..
٥ - ملاحظة البعد الواقعى للآية، انطباقها على الواقع ومعالجتها له، بحيث يجعل من الآية منطلقا له ليعالج حياته وواقعه، وميزانا يزن به من حوله وما يحيط به، ونورا يضيء له طريقه.. ولو أحسن إدراك هذا وتذوقه واستخراجه من الآية لوقف على كنز لا ينفد، وزاد عظيم من القرآن العظيم..
٦ - العودة إلى فهم السلف- وبخاصة الصحابة الكرام- للآية، وتدبرهم لها وحياتهم بها، والوقوف على استقبالهم لها وتعاملهم معها، وملاحظة الأحوال والملابسات والظروف والحاجات التى عالجتها ولبتها، والتأمل والتدبر فى ما روى لهم من عبارات فى فهمها وتفسيرها..
٧ - الاطلاع على آراء بعض المفسرين فى الآية، واختيار التفاسير ذات القيمة العلمية، والأصالة والريادة والمنهجية والتوثيق.. وذلك حتى


الصفحة التالية
Icon