رسالته، وفى إعجازه، وفى علومه وموضوعاته، وفى مناهجه ونظمه وتشريعاته، وفى كل ما حواه وأشار إليه.. عملاق ضخم تستحيل تجزئته، ويصعب تقسيمه.
النظرة الكلية الشاملة للقرآن هى المفتاح الأول للتعامل معه، وهى المنطلق الأساسي لفهمه وتدبره والتلقى عنه، وسيجد فيه هذا الناظر البصير ما يبحث عنه الآخرون من موضوعات وأمور جزئية جانبية، يجدها فى أثناء التعامل معه، فتكون نظرات ثانوية مكملة لهذه النظرة، ومتممة لها، تزيدها مكاسب وعلوما ومعارف..
وعلى القارئ للقرآن الذى يريد النظرة الكلية الشاملة له، أن ينظر فى الآيات التى تعرض صفاته وسماته، والتى تشير إلى طبيعته ورسالته ومهمته، ثم يلتفت إلى نظرة الصحابة له- نظرة كلية شاملة- ليعرف كيف يتعامل معه ويعى عنه. ويستطيع أن ينطلق من حديثنا فى ما سبق من هذا الكتاب، عند ما عرضنا حديث القرآن عن القرآن، وكلاما لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنه، وعبارات لصحابة وتابعين فى وصفه.