الكرام، الذين كان الواحد منهم قرآنيا، يعيش بالقرآن وفيه وله، كما أنتج فى العصور اللاحقة رجالا قرآنيين فى صفاتهم الإسلامية القرآنية.. والنماذج المعاصرة من هؤلاء الرجال موجودة وافرة تتوزع رقعة شاسعة من عالمنا المعاصر.. وما زال القرآن جاهزا وقادرا بإذن الله على العطاء والإخراج، ومستعدا لأداء هذا الهدف وتحقيق هذا الغرض، بشرط أن يلحظ القارئ فيه هذا، وأن يلتفت إليه، وأن يحسن التعامل معه والتلقى عنه، وأن يتجاوب معه فى الإيجاد والتنشئة والتربية..
وصدق الله العظيم القائل: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ.. [الأنعام: ١٢٢].
فالناس بدون القرآن أموات فى قلوبهم وحواسهم ومشاعرهم وحياتهم وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (٢١) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢) [فاطر:
١٩ - ٢٢].
فالقرآن لا يدركه إلّا الحى ولا يتفاعل معه إلّا الحى إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠) [يس:
٦٩ - ٧٠].
٣ - إيجاد المجتمع الإسلامى القرآنى الأصيل: وهو المجتمع المكون من الأفراد القرآنيين- الذين أنشأهم القرآن- بناء هذا المجتمع على منهج القرآن وأسسه ومبادئه وتوجيهاته، وإرساء أسس هذا المجتمع ومناهج حياته، وتزويده بكل ما يحتاجه من هذا كله.. وعند ما ينبثق المجتمع من نصوص القرآن، ويعيش فى ظلال القرآن، وينمو فى جو القرآن، ويتقلب فى أنوار القرآن، يكون مجتمعا حيا حياة عزيزة كريمة حرة