- ٤ - المحافظة على جو النص القرآنى
قارئ القرآن قد يشغل نفسه بشواغل أثناء التلاوة، تخايل له فتحجب عنه أنوار القرآن، وقد يسرح فى ذهنه، ويجول خياله فى الآفاق.. وقد سبق أن تحدثنا عن هذا فى آداب تلاوة القرآن.
ولكن الذى نبينه هنا أن يبقى القارئ فى «جو» النص القرآنى، وأن يحضر معه كل أجهزة وأدوات التلقى والاستجابة والتأثر والانفعال فى كيانه الإنسانى، للتفاعل مع القرآن وتأخذ عنه.. على القارئ أن «يحافظ» على الجو القرآنى المبارك، وأن يحرص على إبقائه وإثرائه وزيادته كلما أقبل على التلاوة، وأن يزداد من كل هذا كلما تكررت التلاوة وعاود النظر فى كتاب الله..
وهو فى أثناء قراءته للآيات قد تستوقفه مجموعة منها، وتدعوه إلى أن يتوسع فى تدبرها واستخراج ما فيها، ولا مانع أن يطيل هذه الوقفة، وأن يلبى تلك الدعوة!! لكن بشرط أن لا يخرج عن جو النص القرآنى الكريم، وأن يبقى خواطره ومشاعره، وأفكاره وتصوراته، ونظراته واهتماماته، يبقيها مع الآيات وظلالها وإيحاءها.. فإذا ما سوغت له نفسه الخروج من هذا إلى اهتمامات أخرى فلا يستجب لها، وإذا ما زينت له أفكاره التعريج على مباحث وقضايا وجوانب واستطرادات لا ارتباط بينها