الله عليه وسلم، وعلى صحابته، وعلى من تبعهم واقتدى بهم في أعمالهم وأخلاقهم حال كون الصحابة والتابعين مشبهين بالمطر الغزير في كثرة خيرهم وعموم نفعهم.
٤ - وثلّثت أنّ الحمد لله دائما | وما ليس مبدوءا به أجذم العلا |
والمعنى: أنه ثلث بإثبات الحمد الدائم لله سبحانه؛ لأن كل أمر لا يبدأ بحمد الله فهو ناقص الخير والبركة كما ورد ذلك مرفوعا عن النبي صلّى الله عليه وسلم.
٥ - وبعد فحبل الله فينا كتابه | فجاهد به حبل العدا متحبّلا |
تمسك به من أهوال الآخرة، وحبل بكسر الحاء: الداهية. والعدا: الأعداء. والمتحبل:
من تحبل الصيد إذا أخذه بالحبالة وهي الشبكة.
والمعنى: بعد ما ذكرنا من اسم الله تعالى، والصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعلى عترته وصحابته وعلى كل من تبعهم بإحسان، فحبل الله فينا كتابه القديم وكلامه الحكيم، فجاهد أيها القارئ بهذا الكتاب وبما تضمنه من أدلة وبراهين مكايد خصومه وأعدائه حال كونك متحبلا بالقرآن أي جاعله حبالة تصيدهم بها إلى الإيمان والحق.
٦ - وأخلق به إذ ليس يخلق جدّة | جديدا مواليه على الجدّ مقبلا |
المصافاة، فمواليه بمعنى مصافيه، والجد: بكسر الجيم ضد الهزل. والإقبال على الشيء التوجه إليه والاهتمام به، وجدة: منصوب على التمييز، وجديدا: حال من ضمير يخلق العائد على القرآن العزيز. ومواليه: مبتدأ خبره على الجد فهي جملة مستأنفة، ويصح أن يكون مواليه مرفوعا على أنه فاعل جديدا، ومقبلا حال.