أمس طيبا، ولكني رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم في المنام يقرأ في فيّ. فمن ذلك الوقت توجد هذه الرائحة، وقد أشار الناظم إلى هذا بقوله: فأما الكريم السر في الطيب نافع. قرأ على سبعين من التابعين منهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع. ولد نافع سنة سبعين وتوفي بالمدينة سنة تسع وستين ومائة، وراوياه: قالون وورش.
فأما قالون: فهو عيسى بن مينا، ويكنى أبا موسى ولقّبه شيخه نافع بقالون لجودة قراءته، فإن قالون بلغة الرومية جيد، وكان أصم لا يسمع البوق، وإذا قرئ عليه القرآن سمعه. ولد سنة مائة وعشرين ومات بالمدينة سنة مائتين وعشرين. وأما ورش: فهو أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري ولقبه شيخه نافع بورش لشدة بياضه، ولد بمصر سنة عشر ومائة، ثم رحل إلى نافع بالمدينة فقرأ عليه عدة ختمات، ثم رجع إلى مصر وأقرأ الناس مدة طويلة، ثم توفي بها سنة سبع وتسعين ومائة.

٢٧ - ومكّة عبد الله فيها مقامه هو ابن كثير كاثر القوم معتلى
٢٨ - روى أحمد البرّى له ومحمّد على سند وهو الملقّب قنبلا
اللغة: (مقامة) بضم الميم موضع الإقامة. (كاثر القوم معتلى) أي غالب القوم اعتلاء بعلمه وفضله.
المعنى: الإمام الثاني عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي، ويكنى أبا معبد إمام أهل مكة في القراءة، ولد بمكة سنة خمس وأربعين ولقى بها من الصحابة أبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك وغيرهما فهو من التابعين وأخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن السائب وغيره، وكان فصيحا بليغا مفوها، عليه السكينة والوقار، ومات سنة عشرين ومائة، روى عنه أحمد البزي وقنبل بسند.
فأما البزي: فهو أحمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، والبزة الشدة، أستاذ ضابط محقق مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة، ولد سنة سبعين ومائة، وتوفى سنة خمسين ومائتين.
وأما قنبل: فهو محمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي الملقب بقنبل، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ولد سنة خمس وتسعين ومائة، ومات سنة إحدى وتسعين


الصفحة التالية
Icon