متمحلا: معناه: أن هذه المذاهب
لما اتضحت معالمها، وثبتت قواعدها لا يخشى عليها مضلل ولا مدلس، فالمراد بالطارق هنا:
المضلل والمدلس من قولهم: طرق يطرق طروقا إذا جاء بليل، والليل محل الآفات. والمتمحل:
الماكر، أي لا يخشى على هذه المذاهب من مدلس يمكر بها ويحاول تغييرها والعبث فيها.
٤٣ - وهنّ اللّواتي للمواتي نصبتها | مناصب فانصب في نصابك مفضلا |
الشيء أصله. و (مفضلا): بضم الميم وسكون الفاء وكسر الضاد من أفضل إذا صار ذا فضل أي فعل الأعمال الفاضلة التي يصير بها ذا فضل، فهمزته للصيرورة.
والمعنى: أن هذه القراءات والروايات رفعتها وأبرزتها في هذا النظم للموافق لي على معرفتها حال كونها أعلاما تدل على شرف العالم بها، وآثارا ترشد إلى مذاهب هؤلاء القراء والرواة، فاتعب وشمر عن ساعد الجد في تحصيل نصابك أي العلم الذي يصير أصلا لك تنسب إليه إذا انتسب الناس لآبائهم وقبائلهم حال كونك مفضلا آتيا بفضائل الأعمال التي منها إخلاص النية في تحصيل العلم.
٤٤ - وها أنا ذا أسعى لعلّ حروفهم | يطوع بها نظم القوافي مسهّلا |
والمعنى: إني مجتهد في نظم قراءات الأئمة السبعة راجيا من المولى سبحانه وتعالى تيسير ذلك النظم في مبناه ومعناه.