قراءها، أما إذا ذكر القراء بصريح أسمائهم فلا يلتزم هذا الترتيب فقد يبدأ بذكر الكلمة القرآنية ويثني بذكر قرائها كقوله في سورة النحل يدعون عاصم، وقد يذكر القارئ أولا ثم يذكر الكلمة كقوله في سورة البقرة وحمزة أسرى... إلخ.
٤٧ - سوى أحرف لا ريبة في اتّصالها... وباللّفظ أستغني عن القيد إن جلا
اللغة: (الريبة) الشك. (أستغني) اكتفي. (القيد): التقييد. (جلا): كشف.
والمعنى: أنه قد يترك الواو الفاصلة وذلك في أحرف من القرآن إذا اتصلت لا يلتبس أمرها، ولا يرتاب الناظر فيها كقوله:
ورا برق افتح آمنا يذرون حق... كفّ يمنى حلا علا
فلم يأت بالواو بين (برق) و (يذرون)، ولا بين (يذرون) و (يمنى) إذ لا خوف من وقوع الالتباس فيها، وقوله وباللفظ استغنى عن القيد إن جلا، معناه: أنه قد يكتفي
بلفظ القرآن أي بالتلفظ بالكلمة القرآنية ولا يقيدها بقصر أو مد، أو غيبة أو خطاب أو نحو ذلك، وذلك إذا كان اللفظ دالّا على المقصود كاشفا عنه، ولم يحتج للتقييد كقوله في سورة العنكبوت: ويدعون نجم حافظ، وقوله في الفاتحة: ومالك يوم الدين رواية ناصر، فلم يقيد يدعون بالغيب، ولا مالك بالمد؛ لاتضاح المعنى وظهوره من اللفظ.
٤٨ - وربّ مكان كرّر الحرف قبلها... لما عارض والأمر ليس مهوّلا
المراد ب (الحرف) هنا حرف الرمز الدال على القارئ. و (العارض) الطارئ.
و (التهويل) التفزيع. وكرر مبني للمعلوم، والفاعل ضمير يعود على الناظم على طريقة الالتفات والحرف مفعول به. والضمير في قبلها يعود على الواو الفاصلة وما في قوله: لما، زائدة؛ أي لعارض، أو نكرة موصوفة؛ أي لأمر عارض.
والمعنى: أن الناظم ربما كرر الحرف الدال على رمز القراء لعارض اقتضى ذلك كتزيين اللفظ. أو تتميم القافية، وذلك نوعان: الأول: أن يكون الرمز لقارئ واحد فيكرره بعينه.
نحو حلا حلا، علا علا، والثاني: أن يكون الرمز لجماعة ثم يرمز لواحد من تلك الجماعة كقوله: سما العلا. إذ سما، وقوله (والأمر ليس مهولا)،