٦٠ - وحيث جرى التّحريك غير مقيّد | هو الفتح والإسكان آخاه منزلا |
السكون؛ فحينئذ يكون الفتح والإسكان ضدين مطردين منعكسين، فإذا قيد التحريك؛ كان المراد به ما قيد به كقوله: وحرك عين الرعب ضمّا كما رسا. وضده الإسكان أيضا.
ويؤخذ من هذا: أن الإسكان ضد التحريك سواء كان التحريك مطلقا أم مقيدا، فإذا كان ضد السكون حركة غير الفتح؛ فإنه يقيدها كقوله: وأرنا وأرني ساكنا الكسر
٦١ - وآخيت بين النون واليا وفتحهم | وكسر وبين النّصب والخفض منزلا |
والمعنى: أن النون والياء صنوان، فإذا ذكر الياء لقارئ تكون قراءة المسكوت عنه بالنون كقوله:
ويا ويكفر عن كرام، وإذا ذكر النون لقارئ تكون قراءة المسكوت عنه بالياء، كقوله: وحيث يشاء نون دار. والفتح والكسر ضدان، فإذا ذكر الفتح لقارئ تكون قراءة غيره بالكسر كقوله: إن الدين بالفتح رفلا. وإذا ذكر الكسر لقارئ تكون قراءة غيره بالفتح نحو: عسيتم بكسر السين حيث أتى انجلا، والنصب والخفض ضدان، فإذا ذكر النصب لقارئ فقراءة غيره بالخفض كقوله: وغير أولى بالنصب صاحبه كلا، وإذا ذكر الخفض لقارئ فقراءة غيره بالنصب كقوله: وحمزة والأرحام بالخفض جملا. فالمؤاخاة بين ما ذكر مؤاخاة تضاد، وفائدة معرفة حركتي البناء والإعراب تظهر في نحو: والوتر بالكسر شائع؛ إذ يعلم من التعبير بالكسر أن المراد حركة الواو لا الراء. ومنزلا: اسم فاعل من أنزله، وهو حال من فاعل آخيت؛ أي حال كوني منزلا كل واحد مما ذكر منزلته.