الناس حتى لا يحبط عملي ولا يضيع ثوابي، والناظم لما أشاد بنظمه هذه الإشادة خشى أن يكون فيه رياء، فاستعاذ بالله تعالى منه قولا وفعلا.

٧٢ - إليك يدي منك الأيادي تمدّها أجرني فلا أجري بجور فأخطلا
اللغة: (يدي) هي الجارحة مفعول لمحذوف أي مددت يدي إليك، أو مبتدأ، و (إليك) متعلق
الخبر أي يدي ممدودة إليك. و (الأيادي): جمع أيد جمع يد بمعنى النعمة، و (الأيادي) مبتدأ، وجملة (تمدها) خبره، و (منك): متعلق بمحذوف حال من فاعل تمدها أي حال كونها حاصلة منك، (أجرني): احفظني واعصمني. (والجور): العدول عن طريق الحق والعدل. (والخطل):
المنطق الفاسد، والفاء في (فأخطلا): جواب النفي والفعل منصوب بعد الفاء بإضمار أن.
والمعنى: أن الناظم مد يده إلى ربه راجيا تحقيق أمله وإنجاح مقصده، ثم بين السبب الحامل له على سؤاله ربه، فقال: الأيادي تمدها منك يعني: أن نعمك المتوالية على الواصلة منك إلى هي التي حملتني على مد يدي إليك، وأطعمتني في التوجه إلى واسع فضلك، وإلا فمن حقي ألا أمدها حياء من تقصيري في القيام بما يجب لك من ذل وعبودية، ثم تمم فقال: اعصم قلبي من الميل إلى الجور حتى لا ارتكبه فإني إن ارتكبته وقعت في فاسد القول وخطل المنطق.
٧٣ - أمين وأمنا للأمين بسرّها وإن عثرت فهو الأمون تحمّلا
اللغة: (أمين): بالقصر في الهمزة وهي لغة، اسم فعل بمعنى استجب. و (أمنا):
هو ضد الخوف منصوب بفعل محذوف أي وهب أمنا للأمين وهو الموثوق به، الحفيظ على ما أتمن عليه. (عثرت): مثلث الفاء والفتح أفصح سقطت، والمراد من السقوط وقوع الخطأ فيها، والإسناد للقصيدة مجاز إذا المراد ناظمها. و (الأمون): الناقة القوية التي لا تكل من حمل الأثقال، وضمير فهو للأمين. و (تحمّلا): تمييز.
والمعنى: اللهم استجب دعائي، وامنح أمنا لمن حفظ هذه القصيدة ووعاها وعمل على نشر فوائدها وإذاعة أحكامها بين أهل العلم وإن زل الناظم زلة، فعلى هذا الأمين أن يحتمل زلله، ويقيه عثرته كما تتحمل الناقة القوية الأعباء الثقيلة وتصبر


الصفحة التالية
Icon