المعنى: إذا التقى المثلان فإما أن يكون التقاؤهما في كلمة، وإما أن يكون في كلمتين، فإن كان في كلمة: فلا يدغم السوسي من المثلين إلا الكاف في هاتين الكلمتين، مَناسِكَكُمْ في قوله تعالى في سورة البقرة: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ، وسَلَكَكُمْ في قوله: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، وما عدا هاتين الكلمتين فلم يعول السوسي على الإدغام فيه بل قرأه بالإظهار كغيره من سائر القراء مثل بِأَعْيُنِنا*، جِباهُهُمْ، وُجُوهُهُمْ*، بِشِرْكِكُمْ.

١١٨ - وما كان من مثلين في كلمتيهما فلا بدّ من إدغام ما كان أوّلا
١١٩ - كيعلم ما فيه هدى وطبع عّلى قلوبهم والعفو وأمر تمثّلا
المعنى: إذا التقى الحرفان المتماثلان في كلمتين بأن كان أولهما آخر كلمة وثانيهما أول الكلمة التي تليها وكانا متحركين؛ فلا بد من إدغام الحرف الأول بعد إسكانه في الثاني للسوسي وصلا، سواء كان ما قبل الحرف الأول المدغم متحركا نحو يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ*، وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ. أم كان ساكنا وهو حرف مد نحو فِيهِ هُدىً*. أم ساكنا صحيحا نحو خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ. وقولنا:
وكان متحركين؛ احتراز عما إذا كان الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا، فإن الحرف الأول يدغم في الثاني باتفاق القراء نحو: إِذْ ذَهَبَ، وَقَدْ دَخَلُوا. وعما إذا كان الأول متحركا والثاني ساكنا فإن الحرف الأول يجب إظهاره لجميع القراء نحو كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ، إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها ومعنى تمثلا تخصص المذكور وتبين، وهو إدغام المثلين في الثاني من كلمتين.
١٢٠ - إذا لم يكن تا مخبر أو مخاطب أو المكتسى تنوينه أو مثقّلا
١٢١ - ككنت ترابا أنت تكره واسع عليم وأيضا تمّ ميقات مثّلا
اللغة والمعنى: الضمير في (يكن) يعود على قوله: ما كان أولا، وهذا بيان من الناظم لموانع الإدغام: المانع الأول: أن يكون الحرف الأول من المثلين تاء مخبر أو تاء دالة على المتكلم نحو يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً. والثاني: أن يكون الحرف الأول تاء دالة على المخاطب نحو أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ وَما كُنْتَ تَتْلُوا الثالث: أن يكون الحرف الأول مقرونا بالتنوين نحو


الصفحة التالية
Icon