اعتدادا بحركة اللام العارضة. وقولنا: المستفهم بها؛
احتراز عن آلْآنَ*، الخالية من الاستفهام مثل: الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ، الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ. فقد اتفق أهل الأداء عن ورش على إجراء الأوجه الثلاثة في ألفها جريا على أصله.
الكلمة الثانية: الْأُولى * الواقعة بعد عاداً* في قوله تعالى في سورة النجم:
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى، فبعض أهل الأداء لم يجز في حرف المد فيها إلا القصر، والتقييد بالواقعة بعد عاداً* لإخراج غيرها نحو سِيرَتَهَا الْأُولى فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى. ففيهما الأوجه الثلاثة لورش. والبعض الآخر من أهل الأداء لم يستثن هاتين الكلمتين: آلْآنَ* وَالْأُولى * وأجرى في كل منهما الأوجه الثلاثة لورش.
وقد أشبعنا الكلام على هاتين الكلمتين: آلْآنَ* عاداً الْأُولى، وذكرنا جميع أحوالهما لجميع القراء في كتابنا البدور الزاهرة فارجع إليه تجد ما يسر خاطرك ويثلج صدرك.
ثم قال الناظم: وابن غلبون طاهر إلخ. ابن غلبون هو الإمام الحجة الثبت أبو الحسن طاهر بن العلامة الإمام عبد المنعم بن غلبون. وطاهر وأبوه من علماء القراءات المبرزين فيها الذين لهم التصانيف القوية المفيدة في علوم القرآن وهما من حلب ونزلا بمصر وأقاما بها ونفع الله بعلمهما من لا يحصى كثرة وماتا بمصر، ومن مصنفات الوالد: كتاب الإرشاد، ومن تلاميذه: الإمام مكي بن أبي طالب، ومن مصنفات الابن: كتاب التذكرة، ومن تلاميذه: الإمام أبو عمرو الداني مؤلف كتاب التيسير فطاهر بن غلبون قال بقصر جميع الباب وأخذ به وأقرأ الناس به ويعني بالباب كل ما كان حرف المد فيه بعد همز ثابت أو مغير. وقوله (وقوّلا) أي وقول ورشا بذلك أي جعله هو المذهب له وجعل ما سواه غلطا ووهما. ويصح أن يكون معناه أن ابن غلبون قول أي نسب التقول والافتراء والوهم إلى من نقل التوسط والمد عن ورش في هذا النوع من المد.
١٧٦ - وعن كلّهم بالمدّ ما قبل ساكن | وعند سكون الوقف وجهان أصّلا |