للأصل، والقصر نظرا لعروض حركة الميم، وهذان الوجهان جائزان لكل القراء، ومثل ذلك الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ فاتحة العنكبوت في مذهب ورش؛ لأنه ينقل حركة همزة أحسب إلى الميم قبلها فتحرّك بالفتح وحينئذ يصح الوجهان السابقان المد نظرا لحركة الميم العارضة بسبب النقل، ثم بين أن في عين من حروف الفواتح وذلك في كهيعص حم* عسق وجهين، وقوله:
الوجهان، أل فيه للعهد، والمعهود الوجهان السابقان في البيت قلبه وهما المد المشبع المقدر بست حركات، والتوسط المقدر بأربع حركات. ثم ذكر أن علماء القراءة فضلوا الطول؛ وهو المد المشبع، على التوسط، والوجهان جائزان لجميع القراء، وهذان الوجهان يجريان في كلمة هاتين في قوله تعالى إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ، في سورة القصص. وكلمة اللذين في قوله تعالى:
رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا في سورة فصلت في قراءة ابن كثير؛ لأنهما في قراءته بتشديد النون، فيكون كل منهما كلفظ عين في أول مريم والشورى، فيكون في كل منهما التوسط والمد، والمد أقوى وأرجح من التوسط فيهما. ثم ذكر أن ما كان من حروف الهجاء على حرفين فقط فليس فيه إلا القصر؛ إذ لم يوجد بعد حرف المد ساكن حتى يمد حرف المد لأجله.
والذي وقع من حروف الهجاء على حرفين الطاء في طه*، طسم* أول الشعراء والقصص، طس أول النمل، والهاء في كهيعص، طه*، والراء في أول يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر، والياء في أول مريم، والحاء في حم أوائل السور السبع. وأخيرا ذكر أن لفظ ألف في الم* ونحوه مكون من ثلاثة أحرف ليس الأوسط منها حرف مد ولين فلا مد فيها مطلقا. وقوله: فيمطلا؛ فيمد.
والحاصل: أن حروف الفواتح على أربعة أقسام:
الأول- ما كان على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ولين نحو: لام، ميم، نون، فهو ممدود مدّا مشبعا بلا خلاف.
الثاني- ما كان على ثلاثة أحرف وليس أوسطه حرف مد ولين، وهو لفظ ألف؛ فهو مقصور بلا خلاف.
الثالث- ما كان على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين وهو لفظ عين، أول مريم والشوى؛ ففيه الوجهان المد والتوسط.


الصفحة التالية
Icon