وسماه (مورد الظمآن) وهو الذي نتحدث عنه هنا، وأبقى ما يتعلق بالضبط الذي كان في آخر عمدة البيان، متصلا بالنظم الجديد، وعدة أبيات مورد الظمآن أربعمائة وأربعة وخمسون بيتا، وعدة أبيات الضبط مائة وأربعة وخمسون بيتا، فيكون المجموع ستمائة وثمانية أبيات.
وقد اشتهر القسم الخاص بالرسم من هذا النظم باسم (مورد الظمآن) بينما اشتهر الذيل الخاص بالضبط باسم (ضبط الخراز)، وقد جعل الخراز الرسم وفقا لقراءة نافع فيما يخص علاقة القراءة بالرسم من حذف وغيره واختلاف في رسم بعض الحروف (١).
وقد لقيت هذه المنظومة عناية فائقة من الشراح فشرحها عدد كبير من العلماء، أولهم عبد الله بن عمر الصنهاجي تلميذ المؤلف.
وشرحها الشيخ حسين بن علي الرجراجي وفرغ من شرحها سنة (٨٤٢ هـ) وسماه تنبيه العطشان (٢). وأشهر شروحها شرح ابن عاشر الأنصاري (ت ١٠٤٠ هـ بفاس) واسمه فتح المنان المروي بمورد الظمآن، ولما كانت قصيدة مورد الظمآن لا تشمل ما تثيره القراءات الأخرى غير قراءة نافع من وجوه الخلاف فقد حاول ابن عاشر تكميل هذا النقص بنظم ذيّل به شرحه لمورد الظمآن حيث يقول: «وهذا تذييل سميته الإعلان بتكميل مورد الظمآن، ضمنته بقايا خلافيات المصاحف في الحذف وغيره مما يحتاج إليها من تخطّى قراءة نافع إلى غيرها من قراءات السبعة» (٣).
وقام الشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي (ت ١٣٤٩ هـ) في العصر الحديث بشرح المورد والضبط والإعلان فرغ منه سنة (١٣٢٥ هـ)، وما أضافه في الإعلان، وسماه دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن، وجعل شرح الذيل الذي كمل به ابن عاشر منظومة الخراز في آخر الكتاب، وسماه: «تنبيه الخلاف إلى شرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن» (٤).
(٢) د. غانم قدوري، رسم المصحف، ص ١٨١.
(٣) المرجع السابق ص ١٨٢.
(٤) المرجع السابق ص ١٨٢.