قال ابن الجزري: «توفي الحافظ أبو عمرو بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن من يومه بعد العصر، ومشى صاحب دانية أمام نعشه، وشيعه خلق عظيم رحمه الله تعالى» (١).
٢ - مكي بن أبي طالب (٤٣٧ هـ):
قال ابن الجزري: «مكي بن أبي طالب بن حيوس بن محمد بن مختار أبو محمد القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي، إمام علامة محقق عارف أستاذ القراء والمجودين، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان»، ثم ذكر شيوخه وتلاميذه، «قال أحمد بن مهدي المقري: كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية وحسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن محسنا مجودا عالما بمعاني القراءات».
قال ابن الجزري: «ومن تأليفه التبصرة في القراءات، والكشف عليه، وتفسيره الجليل، ومشكل إعراب القرآن، والرعاية في التجويد، والموجز في القراءات، وتواليفه تنيف عن ثمانين تأليفا، مات في ثاني المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة» (٢).
٣ - الإمام الشاطبي (٥٩٠ هـ):
القاسم بن فيرة بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة؛ ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء، ومعناه بلغة عجم الأندلس: الحديد، ابن خلف بن أحمد أبو القاسم، وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير، ولي الله الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار، ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفري.
وكان إماما كبيرا أعجوبة في الذكاء كثير الفنون آية من آيات الله تعالى غاية في القراءات حافظا للحديث بصيرا بالعربية إماما في اللغة، رأسا في الأدب مع الزهد والولاية والعبادة.
(٢) ابن الجزري، غاية النهاية (٢: ٣٠٩ - ٣١٠).