تلفتّ نحو الحى حتى وجدتنى | وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا (١) |
وأذكر أيام الحمى، ثم انثنى | على كبدى، من خشية أن تصدعا |
وليست عشيات الحمى برواجع | إليك، ولكن خل عينيك تدمعا |
وقول ابن الرومى يرثى ابنه:بكاؤكما يشفى، وإن كان لا يجدى | فجودا، فقد أودى نظير كما عندى |
ألا قاتل الله المنايا ورميها | من القوم حبات القلوب على عمد |
توخّى حمام الموت أوسط صبيتى | فلله، كيف اختار واسطة العقد؟! |
على حين شمت الخير من لمحاته | وآنست من أفعاله آية الرشد |
طواه الردى عنى، فأضحى مزاره | بعيدا على قرب، قريبا على بعد |
لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها | وأخلفت الآمال ما كان من وعد |
لقد قل بين المهد واللحد لبثه | فلم ينس عهد المهد، إذ ضم في اللحد |
محمد، ما شىء توهم سلوة | لقلبى، إلا زاد قلبى من الوجد |
أرى أخويك الباقيين كليهما | يكونان للأحزان أورى من الزند |
إذا لعبا في ملعب لك لذّعا | فؤادى، بمثل النار، عن غير ما قصد |
فما فيهما لى سلوة، بل حرارة | يهيجانها دونى، وأشقى بها وحدى |
وحينا يمدنا بمعلومات عن الحياة ونظم الكون والمجتمع، على شريطة أن يكون ذلك ممتزجا بشعور الأديب، وناشئا عن تجربة شخصية له، كما ترى ذلك فى ألوان الأدب الاجتماعى والسياسى، وفي شعر الحكمة، كقول زهير:
ومن لم يصانع في أمور كثيرة | يضرس بأنياب، ويوطأ بمنسم |
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله | على قومه يستغن عنه، ويذمم |
ومن يجعل المعروف في غير أهله | يعد حمده ذما عليه، ويندم |
ومن لا يزد عن حوضه بسلاحه | يهدم، ومن لا يظلم الناس يظلم |
ومن يغترب يحسب عدوا صديقه | ومن لا يكرم نفسه لا يكرم |
ومهما تكن عند امرئ من خليقة | وإن خالها تخفى على الناس، تعلم |
لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده | فلم يبق إلا صورة اللحم والدم |
وقول المتنبى:إذا أنت أكرمت الكريم ملكته | وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا |
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا | مضر، كوضع السيف في موضع الندى |