٦ - ومن كتاب أرسله أبو عبيدة ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب: «إنّا نحذرك يوما تعنو فيه الوجوه وتجب فيه القلوب (١)»، وقد وصف القرآن هذا اليوم، فقال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (النور ٣٧)، وكلمة «التقلب» فى الآية أشد دلالة على ما يصيب القلوب من الفزع والاضطراب في ذلك اليوم، من الوجيب، فضلا عما فى النص القرآنى من خلوصه من تكرير «فيه» الواردة في الرسالة.
٧ - وعند ما يتأثر الشاعر القرآن، يبدو الفرق واضحا بين الأصل والتقليد، وأصغ إلى حسان يقول:
وهل يستوى ضلال قوم تسفهوا | عمى، وهداة يهتدون بمهتد |
٨ - وقال حسان أيضا في رثاء رسول الله:
عزيز عليه أن يحيدوا عن الهدى | حريص على أن يستقيموا ويهتدوا |
٩ - وقال حسان في غزوة بدر:
سرنا وساروا إلى بدر لحينهم | لو يعلمون يقين العلم ما ساروا |
دلاهمو بغرور، ثم أسلمهم | إن الخبيث لمن ولاه غرار |
إنى لكم جار، فأوردهم | شر الموارد، فيه الخزى والعار |
(١) ورد في المصدر السابق ص ١١٦.